قيل ان المستقبل ينتمي الى أولئك
الذين يؤمنون بجمالية أهدافهم و الى قدرتهم على تحقيقها ، فبفطرتنا نعيش لنصل الى
اهداف محددة، فما ان ننجزها نوجه انظارنا الى اهداف أخرى، هكذا نمضي حياتنا نبحث
عن إنجازات عظيمة ولنجاحات اعظم، نطمح لان نخلد اسمنا في التاريخ و ان نكون قدوة لأبنائنا واحفادنا، لكن للأسف هذه
مجرد أحلام نتمناها ان تتجسد في واقع مليء بالتعاسة ، مليء بأقوال دون أفعال ، فنحن نحب ان نبقى في منطقة راحتنا
الامنة والتي تجعل حياتنا سهلة، فقط اكل وشرب ولعب ولهو، نضيف عليها ضعف الثقة
بالنفس، التي تتخللها بعض السلبية والخوف من التغيير ، صرنا نهتم بما يعتقده
الاخرون عنا بدل ان نفرض انفسنا عليهم، نعيش حياتنا لأجل إرضاء غيرنا ،نعيش حياتنا ونحن لا نفشل
بالقدر الكافي للنجاح فكيف نعيش حياة مليئة بالإنجازات والنجاحات ونحن ما زلنا
مجرد –احياء- لا نفكر خارج الصندوق؟
حتما لكل
منا اهداف كبيرة، ربما ماتت بعد تعرفنا على حياة صعبة غير رحيمة ابدا، نترك
اهدافنا في اول عقبة تواجهنا او ربما نصبر حتى نصل الى منتصف الطريق، ثم نتوقف . ربما
لأننا نبحث عن اسرع طريق للنجاح، وربما هذا ما جعلك تدخل لقراءة الموضوع، لا تقلق
فأنا احييك فانت بعد ثلاثة أيام من قراءتك هذا الموضوع ستصبح ناجحا وتعيش حياة
مليئة بالإنجازات الكبيرة، وبدون معلم !
في اول يوم اريدك ان تكتشف نفسك. حسنا ! انا
اعلم انك مكون من بلايين الخلايا كحال كل الكائنات الحية ، غير انك تمتاز ككل
انسان بدماغك الذي يعتبر اعقد عنصر في الجسم، عنصر سنعتمد عليه كثيرا في يومنا الأول،
فهو سيساعدك على معرفة نفسك، و ان كنت تملك مقومات النجاح ام لا ؟ و الدافع
الذي سيوقظ رغبة الإنجاز لديك، كأن تملك الحافز على النجاح مثلا ،فبدون
هاته العزيمة لن تتمكن من بداية يومك
الاول وبالتالي لن تستطيع التغلب على بعض
العقبات التي تبعدك عن اهدافك ، عقبات ان عملت على تجاوزها فكلي يقين انك ستفهم
نفسك وتعرف خبايا ذاتك ونقاط ضعفها :
1- الخوف: الخوف كذبة تقتل كل
امل للإبداع، بطبيعة الحال انا اتحدث عن الخوف المبالغ فيه، وليس الخوف الفطري
الذي ولدت به والذي ينبهك الى أي تهديد يمكن ان يصيبك، فقط لا تجعله يتحول الى
عائق يمنعك من الوصول الى اهدافك الخاصة، فان تخاف من المرتفعات لا يعني انك لا
تستطيع بناء ناطحة سحاب يكون مكتبك في قمتها، فقط قم بالتحكم بخوفك وسترى انتاجيتك
ونظرتك للحياة أصبحت افضل.
2- قلة الانضباط: اقوى عائق ستصادفه
بعد تغلبك على مخاوفك، فلا يوجد ما هو اصعب من التغلب على النفس، والخروج من منطقة
راحتك، فمن السهل ان تعيش الكسل والتهاون فهما من سمات الانسان، لكن من الصعب ان
تحارب الذات وتقمعها وتعمل ما هو مفيد بالنسبة لك ولأهدافك، تذكر فقط ان الانضباط
هو الجسر المؤدي الى الإنجازات والنجاحات الكبيرة.
3- قلة الصبر: يتمكن الكثير من
الناس من التغلب على مخاوفهم، وربما ساعدتهم بيئتهم في كونهم منضبطين، لكن بدون صبر
فلن تتجاوز أي عقبة، اعتبر ان الصبر هو وقود سيارتك، فكيف ستعبر الجسر بدون وقود؟ للأسف
فالكثير من حالات الفشل كانت لأشخاص لم يدركوا انهم قريبون من النجاح عندما نفذ
صبرهم و أقدموا على الاستسلام.
4- انعدام المرونة: انا لا اقصد هنا
المرونة التي عند لاعبي الجماز او محبي الرقص، بل المرونة الفكرية والتي تسمح لك
بمواجهة العوائق والتحديات، بالإضافة لتعزيزها الابداع الفردي يقول الكاتب‘Dixon
jack’ : ان كنت تركز على النتائج فلن تتغير ابدا، ولكن ان كنت تركز على
التغيير فستحصل على النتائج. ولكي نحدث التغيير الإيجابي في
حياتنا فنحن بحاجة ماسة الى امتلاك المرونة، خاصة ان عدم امتلاكها سينتج الكثير من
المساوئ علينا وعلى الاخرين، فقط تخيل ان بعد صبر طويل في مرور الجسر وصلت الى
مفترق طرق، فقط ان كنت مرنا فانك ستلاحظ علامات لاختيار الطريق الصحيح، لكن ان لم
تكن كذلك فربما ستقول انك وصلت لنهاية مسدودة وستبرر فشلك للظروف.
5- الغضب : ان كنت سريع التوتر
والغضب فصدقني لن تذهب بعيدا ولن تحقق اهدافك، فتعلم ضبط النفس وتجنب ما يغضبك كي
لا تندم بعدها فالغضب يهدر الكثير من الطاقة ويعمي البصيرة التي توجهك نحو النجاح.
هذه بعض العقبات التي تقف في طريق اهدافك، ولكن ان
تجاوزتها فتستجيد التعامل مع أي عقبة أخرى لأنك اكتسبت الأساسيات اللازمة وبذلك ستتمكن
من معرفة نفسك حق المعرفة وهذا ما تحتاجه كي تتمكن من الانتقال الى اليوم الثاني.
تهانينا! مر اليوم الأول
بنجاح، لا يهم كم مضت من مدة سواء كانت 24 ساعة او 240 ساعة، المهم أنك أنهيت يومك
الاول وتعرفت على نفسك وعلى العقبات التي كانت تقف في طريقك، لكن هل هذا كافي
للنجاح؟ بالتأكيد لا، فما زال امامك بعض الأشياء لتنجزها، أشياء غير عادية وغير
تقليدية، أشياء تتطلب منك ان تكون انسانا غير عادي بالمرة، انسانا يفكر بطريقة غير
تقليدية، انسانا يفكر خارج الصندوق ويرى الأمور بزاويته الخاصة.
كي تفكر خارج الصندوق عليك فقط ان تعمل ما لا يريد الاخرون
فعله، ان تركض في السادسة صباحا مثلا، بينما الاخرون يغضون في نوم عميق، ببساطة
عليك ان تخرج من منطق راحتك وتجرب الفشل قليلا، افشل حتى تدرك التعريف الصحيح
للنجاح، عندها ستكون ناجحا وتكون قد وصلت لهدفك المنشود.
حتما ستحتاج الى طاقات كامنة فيك ولكي تفجرها يكفي
ان تقوم ببعض النشاطات التي تحفز تفكيرك، ككتابة قصيدة او مقال، او رسم لوحة فنية
تنشط الفص الايمن من دماغك وتكسر هيمنة الفص الايسر المنطقي، او ربما القيام
بالاستحمام فقط، كلها عوامل ستساهم في تحفيز قدراتك الإبداعية والتي ستصنف نجاحك
وتضعك في رتبة معينة في قائمة الناجحين.
ربما الان صرت تفكر خارج الصندوق، لكنك في الحقيقة
ما زلت لم تتميز كثيرا، ربما لأنه ما زال ينقصك عنصر مهم، عنصر الخيال، فهو مفتاح
الابتكار والتميز، مفتاح لتتحرر من قيود العادات والتقاليد، بالإضافة الى تقوية
مرونتك الفكرية ، كل هذا لتختصر طريقا طويلا مزدحما بالجميع تقريبا !
عندما تتمكن من التفكير خارج الصندوق، بالإضافة
الى اكتسابك للخيال الكافي فتهانينا لك، فقد أكملت يومك الثاني أخيرا وقطعت شوطا
كبيرا في بداية طريق رسم نجاحك.
ربما اخبرتك أنك ستصبح ناجحا بدون معلم، هذا فقط لأبين أنك لن تحتاج سوى غيرك، فانت معلم نفسك واستاذها، فبفطرتنا السليمة نجد اننا نحب
التطوير المستمر لقدراتنا، وأن نستطيع ان نكون ما نريد، لكن ربما لا ندري الطريقة
المثلى لنصل الى ذلك لذا اقترح عليك الأشياء التالية:
1- اقرأ كتابا كل يوم: لا يوجد ما هو أجمل من مشاركة
الناس تجاربهم، فقراءة الكتب معناها اخذ جرعات مركزة من الحكمة.. معناها اكتساب
بصيرة فذة، وتعلم الكثير من الأشياء في مدة قصيرة جدا، بالإضافة الى المعرفة فأن
القراءة تحفز الدماغ وتقوي الذاكرة، وتزيد قدرتك على التركيز بدون الاغفال عن نقطة
التعب، فانغماسك في قراءة شيء تحبه سينسيك تعب عملك او دراستك او أي نشاط اخر
ويجدد طاقتك مما يمنحك إنتاجية اكثر.
2- تعلم لغات جديدة: تعلم اللغات يزيد من انفتاحك
على العالم، فهو سيسمح لك بقراءة كتب اجنبية وفهمها بسهولة تامة، بالإضافة الى
سهولة تكلمك مع الأجانب والتعرف على ثقافاتهم والتي ستجعل منك شخصا أفضل بطبيعة
الحال.
3- قم بالسفر: قيل ان الصديق
يعرف في السفر، في الحقيقة اظن ان الصديق الحقيقي هو السفر بحد ذاته، فهو سيعلمك
الاعتماد على نفسك، وهو من سيسمح لك بالالتقاء بناس بعيدين كل البعد عن ثقافتك الخاصة،
دون اهمال الجانب النفسي وانفراج الهم والغم.
مع هذه الخطوات بالإضافة الى التواصل مع الناس
الايجابين وتكوين صداقات معهم فكلي يقين ان كل يوم تقضيه في حياتك الجميلة ستتعلم
فيه شيئا جديدا سيفيدك غدا وبذلك ستستمر على هذا الحال الى ان تنهي يومك الثالث أي
عندما تغادر حياة الدنيا وتنتقل الى الرفيق الأعلى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق